حذّرت منظمات إنسانية من أنّ ارتفاع كميات المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة لن يكون مجديًا بحد ذاته في ظل غياب آلية واضحة تضمن توزيعها بشكل عادل على السكان، في وقت تتفشّى فيه مظاهر السطو والنهب من قبل بعض العصابات المسلحة.

ولا يزال الفلسطينيون في القطاع يكافحون لتأمين احتياجاتهم الأساسية في ظل شحّ المساعدات وضعف آليات التوزيع، وسط اتهامات باستغلال الأزمة من قِبل "أمراء حرب" يحتكرون جزءًا من المساعدات لبيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

وتشير تقارير ميدانية إلى أنّ سعر كيلوغرام الدقيق بلغ في بعض الفترات نحو 60 دولارًا، فيما شهدت أسعار الوقود والغاز والمواد الغذائية ارتفاعات غير مسبوقة، رغم السماح بدخول شحنات محدودة من المساعدات.

كما رصدت منظمات إنسانية فارقًا كبيرًا بين الأسعار "الرسمية" وتلك المتداولة في السوق السوداء، محذّرة من أنّ هذه الفجوة باتت تشكّل عائقًا رئيسيًا أمام الأمن الغذائي للأسر التي تعاني من الجوع والمرض وتداعيات الحرب المستمرة.

وتؤكد مصادر أممية أنّ جزءًا من المساعدات يتعرض للنهب في ظل فراغ أمني وصعوبات متزايدة في عمليات التوزيع. وأشارت تقارير أخرى إلى أنّ مجموعات مسلحة، من بينها أطراف مرتبطة بحماس وأخرى محلية ظهرت بعد الحرب، متهمة باعتراض شحنات وإعادة بيعها بأسعار مضخّمة، رغم محاولات بذلت لضبط الفوضى وتأمين القوافل.

ويرى مراقبون أنّ تضارب الروايات يعكس تعقيدات منظومة التوزيع في ظل التدهور الأمني والانهيار الاقتصادي، في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى اعتماد آلية أكثر شفافية تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها وتحدّ من نفوذ السوق السوداء.

ونفذ الجيش الأردني منذ 27 يوليو/تموز الماضي 400 عملية إنزال مع دول أخرى ألقيت خلالها أطنان من المواد الإغاثية. 

وإلى جانب طائرات سلاح الجو الملكي الأردني، شاركت طائرات من الإمارات وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا والدنمارك وهولندا واليونان وإندونيسيا وماليزيا بإلقاء المساعدات الإنسانية فوق القطاع المدمر نتيجة الحرب.

وكانت مصادر طبية فلسطينية قد أعلنت اليوم ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 64,231 منذ بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.